GeMiNi
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

GeMiNi

GeMiNi.S.H
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولحـب الرسول - صلى الله عليه وسلم  1338575722241

 

 حـب الرسول - صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
♡◦ṩнỏọṩн◦♡

حـب الرسول - صلى الله عليه وسلم  1%20(86)
♡◦ṩнỏọṩн◦♡


الجنس : انثى عدد المساهمات : 417
تاريخ الميلاد : 05/05/1995
تاريخ التسجيل : 10/08/2011
العمر : 29
المزاج cool

حـب الرسول - صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: حـب الرسول - صلى الله عليه وسلم    حـب الرسول - صلى الله عليه وسلم  Emptyالسبت 20 أغسطس - 6:15

حب
الرسول - صلى الله عليه وسلم - تابع لحب الله تعالى ، ولازم من لوازمه ؛
لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - حبيب ربه سبحانه ، ولأنه المبلغ عن أمره
ونهيه ، فمن أحب الله تعالى أحب حبيبه - صلى الله عليه وسلم - وأحب أمره
الذي جاء به ؛ لأنه أمر الله تعالى .

ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - يُحب لكماله، فهو
أكمل الخلق والنفس تحب الكمال ، ثم هو أعظم الخلق - صلى الله عليه وسلم -
فضلاً علينا وإحسانـًا إلينا ، والنفس تحب من أحسن إليها ، ولا إحسان أعظم
من أنه أخرجنا من الظلمات إلى النور ، ولذا فهو أولى بنا من أنفسنا ، بل
وأحب إلينا منها .

هو حبيب الله ومحبوبه .. هو أول المسلمين ، وأمير الأنبياء ، وأفضل الرسل ، وخاتم المرسلين .. - صلوات الله تعالى عليه - .
هو الذي جاهد وجالد وكافح ونافح حتى مكّن
للعقيدة السليمة النقية أن تستقر في أرض الإيمان ونشر دين الله تعالى في
دنيا الناس ، وأخذ بيد الخلق إلى الخالق - صلى الله عليه وسلم - .

هو الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه وجمّله وكمّله :
(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم/4) ، وعلمه : (وَعَلَّمَكَ مَا
لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ
عَظِيماً)(النساء/113) وبعد أن رباه اجتباه واصطفاه وبعثه للناس رحمة مهداة
: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)(الأنبياء/107) ،
وكان مبعثه - صلى الله عليه وسلم - نعمة ومنّة : (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ
عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ
يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ )(آل عمران/164) .

هو للمؤمنين شفيع ، وعلى المؤمنين حريص ،
وبالمؤمنين رؤوف رحيم : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ
عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ
رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)(التوبة/128) - صلى الله عليه وسلم - .

على يديه كمل الدين ، وبه ختمت الرسالات - صلى الله عليه وسلم - .
هو سيدنا وحبيبنا وشفيعنا رسول الإنسانية
والسلام والإسلام محمد بن عبد الله عليه أفضل صلاة وسلام ، اختصه الله
تعالى بالشفاعة ، وأعطاه الكوثر ، وصلى الله تعالى عليه هو وملائكته :
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)(الأحزاب/56)
صلى الله عليك يا سيدي يا حبيب الله ، يا رسول الله ، يا ابن عبد الله
ورسول الله .

هو الداعية إلى الله ، الموصل لله في طريق الله ، هو المبلغ عن الله ، والمرشد إليه، والمبيّن لكتابه والمظهر لشريعته .
ومتابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - من حبّ
الله تعالى فلا يكون محبـًّا لله عز وجل إلا من اتبع سنة رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - ؛ لأن الرسول - عليه الصلاة والسلام - لا يأمر إلا بما
يحب الله تعالى ، ولا يخبر إلا بما يحب الله عز وجل ، التصديق به ، فمن كان
محبـًا لله تعالى لزمَ أن يتبع الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيصدقه فيما
أخبر ويتأسَّى به - صلى الله عليه وسلم - فيما فعل ، وبهذا الاتباع يصل
المؤمن إلى كمال الإيمان وتمامه ، ويصل إلى محبة رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - .

وهل محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا من
محبة الله تعالى ؟! وهل طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا من طاعة
الله عز وجل ؟! : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ
رَحِيمٌ)(آل عمران/31) .

يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية الشريفة : "
إن هذه الآية الكريمة حاكمة على من ادعى محبة الله تعالى وليس هو على
الطريقة المحمدية ، فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع
المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله ، كما ثبت في الصحيح عن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو
ردّ)) ولهذا قال الله تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ
فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) أي يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم
إياه وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول كما قال بعض الحكماء : ليس الشأن
أن تحب ، إنما الشـأن أن تُحبَّ .

وحبّ سنّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
يقول - عليه الصلاة والسلام - : ((من أحب سنتي فقد أحبني ، ومن أحبني كان معي في الجنة)) .
وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لها
مكانتها ومنزلتها ، فرتبتها تلي رتبة القرآن الكريم ، فهي في المنزلة
الثانية بعد كتاب الله عز وجل ، توضح القرآن الكريم وتفسره وتبين أسراره
وأحكامه ، وكثير من آيات القرآن الكريم جاءت مجملة، أو عامة ، أو مطلقة ،
فجاءت أقوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعماله كاشفة للمراد الإلهي
وموضحة له عندما فصّلت المجمل ، أو قيدت المطلق ، أو خصصت العام :
(وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ
إِلَيْهِمْ )(النحل/44) .

وهي الينبوع الثاني من ينابيع الشريعة الإسلامية .
هي المصدر الثاني من مصادر التشريع بعد كتاب الله عز
وجل : (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ
رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)(آل عمران/164) والحكمة هنا :
السُّنَّة .

ولقد أمرنا المولى سبحانه باتباعها ونهانا عن
مخالفتها : (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ
فَانْتَهُوا)(الحشر/7) ليس لنا إلا التسليم المطلق بها والإذعان لأحكامها :
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِم)(الأحزاب/36) .

كما جعل سبحانه التسليم بها دلالة وعلامة على
الإيمان الحق الصادق : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ
فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً
مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)(النساء/65) .

وهي حجة في التشريع ؛ لأنها وحي يوحى : (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى)(النجم/3 ، 4) .
من أجل ذلك كانت أقواله وأعماله - صلى الله عليه وسلم - بوصفه رسولاً - داخلة في نطاق التشريع .
وما دامت أحكامه صادرة عن طريق الله تعالى :
(لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ )(النساء/105) ، وما
دام هو مهدي إلى صراط الله تعالى وهو يهدي إلى صراط الله عز وجل ، فعلى
الناس الائتمار بأمره ، والابتعاد عن نهيه : (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ
فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(الحشر/7) .

فإذا كان الأمر كذلك ، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو : كيف نحب النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟
إن حبه - صلى الله عليه وسلم - يكون بتعظيمه
وتوقيره واتباع سنته والدفاع عنها ونصرة دينه الذي جاء به ، وبمعنى آخر أن
نحبه كما أحبه أصحابه - رضوان الله عليهم - .

فمن المعلوم أن المجتمع المكي كان مجتمعـًا
كافرًا فجاءه النور المبين - صلى الله عليه وسلم - ، فدعا إلى الله سبحانه ،
ولقي ما لاقى من الصد والإعراض والأذى ، وأبى أكثر الناس إلا كفورا ، وفتح
الله سبحانه بعض القلوب لهذه الدعوة الخالدة ، ولهذا النور المبين ، فدخلت
مجموعة بسيطة في دين الله سبحانه ، فكيف كان الحب بينهم ؟

لقد بدأ هذا الحب بينهم وبين من أخرجهم الله تعالى به من الظلمات إلى النور، بينهم وبين محمد - صلى الله عليه وسلم - .
فهذه زوجه خديجة - رضي الله عنها - ومنذ اللحظة
الأولى التي أبلغها فيها بنزول الوحي ، هاهي تدفع - رضي الله عنها - عنه ،
وتثبت فؤاده بكلمات تبدو فيها المحبة ، جلية ، إذ تقول : " كلا والله ، ما
يخزيك الله أبدًا ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكلَّ ، وتكسب المعدوم ،
وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الدهر " .

ولئن كانت هذه زوجه ، فانظر ما فعل أبو بكر -
رضي الله عنه - يوم وقف في قريش خطيبـًا يدعوهم إلى الإسلام ، وما زال
المسلمون في المرحلة السرية للدعوة، وعددهم قليل ، فقام إليهم المشركون
يضربونهم ضربـًا شديدًا ، وضرب أبو بكر - رضي الله عنه - حتى صار لا يعرف
أنفه من وجهه ، فجاء قومه بنو تيم فأجلوا المشركين عنه وأدخلوه منزله وهم
لا يشكون في موته - رضي الله عنه - ، وبقي أبو بكر - رضي الله عنه - في
غشية لا يتكلم حتى آخر النهار ، فلما أفاق كان أول ما تكلم به : " ما فعل
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ " فلامه الناس .

لاموه على أن يذكر محمدًا - صلى الله عليه وسلم - في مثل هذا الموقف الذي يفترضون فيه أن يذكر نفسه ، وأن يتحسر على حاله .
لاموه فما أبه لهم ، وصار يكرر ذلك ، فقالت أمه : "
والله ما لي علم بصاحبك محمد " ، فقال : " اذهبي إلى أم جميل فاسأليها عنه "
، وكانت أم جميل امرأة مسلمة ، فلما سألتها أم أبي بكر - رضي الله عنه -
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت أم جميل حُبًّا لمحمد - صلى الله
عليه وسلم - وحرصـًا عليه : " لا أعرف محمدًا ، ولا أبا بكر " ثم قالت : "
تريدين أن أخرج معك ؟ " قالت : " نعم " ، فخرجت معها إلى أن جاءت أبا بكر -
رضي الله عنه - فوجدته صريعـًا ، فصاحت وقالت : " إن قومـًا نالوا هذا منك
لأهل فسق ، وإني لأرجو أن ينتقم الله منهم " فقال لها أبو بكر - رضي الله
عنه - : " ما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ " فقالت له : هذه أمك
تسمع " ، قال - رضي الله عنه - : " فلا عين عليك منها " - أي أنها لن
تفشي سرك - فقالت : " سالم هو في دار الأرقم " فقال - رضي الله عنه - : "
والله لا أذوق طعامـًا ولا أشرب شرابـًا أو آتي رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - " فقالت أمه : فأمهلناه حتى إذا هدأت الرِّجل وسكن الناس خرجنا به
يتكئ عليَّ ، حتى دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرقّ له رقّة
شديدة ، وأكب عليه يقبله ، وأكب عليه المسلمون كذلك، فقال أبو بكر - رضي
الله عنه - : " بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، ما بي من بأس إلا ما نال
الناس من وجهي ، وهذه أمي برَّةٌ بولدها فعسى الله أن يستنقذها بك من النار
" ، فدعا لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودعاها إلى الإسلام
فأسلمت.

أيُّ حبٍ تكنه يا أبا بكر لصاحبك ؟! أما انشغلت
بنفسك وجراحك ووجهك الذي تغيرت معالمه ؟ لو شغلتك آلامك لما لامك أحد من
العالمين ، ولكن ماذا تصنع بحب ملك عليك كل جوارحك ؟

إنه يحب في محمد - صلى الله عليه وسلم - الخُلق الذي طالما امتدحوه به قائلين : هذا الصادق الأمين .
إنه يحب فيه الخُلق الحسن ، والرأي السديد ،
والعشرة الطيبة ، وكل ذلك قد خبره محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وهو اليوم
يحب فيه إلى جانب ذلك كله النبي - صلى الله عليه وسلم - .

أما خبر سعد بن الربيع - رضي الله عنه - فعجيب ،
حيث سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - : ((أفي الأحياء سعد أم في الأموات
؟)) فخرج أُبيّ بن كعب - رضي الله عنه - يستطلع الخبر ، فوجده في الرمق
الأخير ، فقال سعد : " بل أنا في الأموات ، فأبلِغ رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - عني السلام ، وقل له : إن سعد بن الربيع يقول لك : جزاك الله
عنَّا خيرًا ، ما جزى نبيـًا عن أمته " ، ثم قال لأبي : " وأبلغ قومك عني
السلام ، وقل لهم : إن سعد بن الربيع يقول لكم إنه لا عذر لكم عند الله أن
يخلص إلى نبيكم - صلى الله عليه وسلم - وفيكم عين تطرف " ، ثم لم يبرح أن
مات ، فجاء أبي بن كعب - رضي الله عنه - النبي - صلى الله عليه وسلم -
فأخبره الخبر ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : ((رحمه الله ، نصح لله
والرسول حيـًا وميتـًا)) .

ومن حب الأنصار لرسول الله - صلى الله عليه
وسلم - ما رواه ابن هشام في سيرته من أنه مر - صلى الله عليه وسلم - بدار
من دور الأنصار من بني عبد الأشهل وظفر ، فسمع البكاء والنواح على قتلاهم ،
فذرفت عينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبكى ، ثم قال - صلى الله
عليه وسلم - : ((لكن حمزة لا بواكي له ! )) فلما رجع سعد بن معاذ وأسيد بن
حضير - رضي الله عنهما - إلى دار عبد الأشهل أمرا نساءهم أن يتحزمن ، ثم
يذهبن فيبكين على عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما سمع بكاءهن على
حمزة - رضي الله عنه - خرج - صلى الله عليه وسلم - عليهنَّ وهنَّ على باب
المسجد يبكين عليه ، فقال : ((ارجعن يرحمكنَّ الله ، فقد آسيتن - عزيتن
وعاونتن - بأنفسكنَّ)) ، وفي رواية أنه قال - صلى الله عليه وسلم - لما سمع
بكاءهنَّ : ((رحم الله الأنصار ، فإن المواساة منهم ما علمت لقديمة،
مروهنَّ فلينصرفن)) .

ومما يذكر أيضـًا من هذا الحب الذي لا نهاية له
حكاية تلك المرأة من بني دينار ، وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - بأُحد ، فلما نُعُوا لها قالت : " فما فعل
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ " قالوا : " خيرًا يا أم فلان ، هو
بحمد الله كما تحبين " ، قالت : " أرونيه حتى أنظر إليه " ، فأشير لها إليه
، حتى إذا رأته قالت : " كل مصيبة بعدك جلل " - أي صغيرة- .

مقابلة الحب بالحب
وبما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ودينه
الذي جاء به هو مصدر هذا الحب ، فمن البداهة أن نرى حب رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - لأصحابه ، وكيف بادلهم حبـًا بحب ، ومودة بمودة ، وسأسوق
في ذلك حادثة كلما ذكرتها أو قرأتها أعظمت المحب والمحبوب .

كان ذلك عقب غزوة حنين ، حيث حرص النبي - صلى
الله عليه وسلم - في توزيعه للغنائم على أن يتألف بها من دخل في الإسلام من
أهل مكة وقبائل العرب ، ولذا فقد كانت معظم الغنائم بينهم ، إن لم تكن
كلها ، ولم يجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها للأنصار نصيبـًا ، فوجد
هذا الحي من الأنصار في أنفسهم ، حتى كثرت فيهم القالة ، حتى قال قائلهم :
لقي والله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قومه ، فدخل عليه سعد بن
عبادة - رضي الله عنه - من الأنصار ، فقال : " يا رسول الله ، إن هذا الحي
من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم ، لما فعلت في هذا الفيء الذي أصبت ،
قسّمت في قومك ، وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ، ولم يك في هذا الحي
من الأنصار منها شيء " ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((فأين
أنتَ من ذلك يا سعد ؟ )) ، قال : " يا رسول الله ، ما أنا إلا من قومي " ،
فقال - صلى الله عليه وسلم - : ((فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة)) فلما
اجتمعوا أتاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فحمد الله تعالى وأثنى
عليه بما هو أهله ، ثم قال : ((يا معشر الأنصار : مقالة بلغتني عنكم ،
وجِدَةَ عتاب وجدتموها عليَّ في أنفسكم ؟ ألم آتِكم ضُلالاً فهداكم الله ،
وعالة - فقراء - فأغناكم الله ، وأعداء فألف الله بين قلوبكم ؟)) قالوا : "
بلى ، الله ورسول الله أمن - أكثر نعمة - وأفضل " ، ثم قال - صلى الله
عليه وسلم - : ((ألا تجيبونني يا معشر الأنصار ؟)) قالوا : " بم نجيبك يا
رسول الله ؟ لله ورسوله المنّ والفضل " ، فقال - صلى الله عليه وسلم - :
((أما والله لو شئتم لقلتم فلصَدقتم ولصُدِّقتم : أتيتنا مكذبـًا فصدقناك ،
ومخذولاً فنصرناك ، وطريدًا فآويناك ، وعائلاً فآسيناك ، أوجدتم يا معشر
الأنصار في أنفسكم فيَّ لعاعة - بقلة خضراء ناعمة - من الدنيا تألفت بها
قومـًا ليسلموا ، ووكلتكم إلى إسلامكم ؟ ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب
الناس بالشاة والبعير ، وترجعوا برسول الله إلى رحالكم ؟ فوالذي نفس محمد
بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ولو سلك الناس شعبـًا - طريقـًا
بين جبلين - وسلكت الأنصار شعبـًا لسلكت شعب الأنصار ، اللهم ارحم الأنصار ،
وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار)) ، فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم -
بلوها بالدموع - وقالوا : " رضينا برسول الله قسمـًا وحظـًا " .

ولئن كان هذا مع الأنصار عامة ، فقد كان مع بعض
المسلمين ، فقد قال أحد أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - : " يا رسول
الله ، أعطيت عيينة بن حصن والأقرع بن حابس مائة مائة ، وتركت جعيل بن
سراقة الضمري " ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((أما والذي نفس
محمد بيده لجعيل بن سراقة خير من طلاع الأرض - ما يملأها حتى يطلع عنها
ويسيل - كلهم مثل عيينة بن حصن والأقرع بن حابس ، ولكني تألَّفتهما ليسلما ،
ووكلت جعيل بن سراقة إلى إسلامه)) .

ألا ما أعظم محمدًا - صلى الله عليه وسلم -
حبيبـًا محبوبـًا ، وما أعظمه محبـًا يضع الأمور في نصابها ، ويعطي كل ذي
حقٍ حقه وكل ذي قدرٍ قَدْرَه - صلى الله عليه وسلم - .

علم صحبه الكرام - رضوان الله عليهم - الحب
بحبه لهم فأحبوه ، وكان هذا الحب منهم علامة إيمانهم ، وشعلة عقيدتهم ،
وطريقهم لرضوان ربهم .

وصدق الله العظيم إذ يقول سبحانه : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ
تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(آل عمران/31) .

المصادر : كتاب " الحب في القرآن " للدكتور : محمود بن الشريف ، وكتاب " الحب في الله " للأستاذ : وصفت أحمد عوض .
الشبكة الإسلامية


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://gemini.yoo7.com
 
حـب الرسول - صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الرسول صلى الله عليه وسلم قدوتنا)وما هو حق الرسول علينا
» صور اصليه لرسائل الرسول صلى الله عليه وسلم للملوك
» هكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم
» حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الدعوة
» هــدي الـرسـول (صلى الله عليه وسلم ) فــي الصـــوم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
GeMiNi :: الاسلام والشريــعه :: الدفاع عن الرسول-
انتقل الى: