موضوع: هــدي الـرسـول (صلى الله عليه وسلم ) فــي الصـــوم السبت 20 أغسطس - 6:14
د. أحمد بن عثمان المزيد
أ- هدي الرسول (صلى الله عليه وسلم ) في صوم رمضان[1]:
1- كان من هديه أنه لا يَدْخُلُ في صوم رمضان إلا بِرُؤيةٍ مُحَقَّقةٍ, أو بشهادةِ شاهدٍ, فَإِنْ لم يَكُنْ رُؤْيةٌ ولا شهادةٌ أكملَ عِدَّةَ شعبان ثلاثينَ.
2- وكان إِذَا حالَ ليلةَ الثلاثين دُونَ مَنْظَرِهِ سحابٌ أكملَ شعبانَ ثلاثينَ, ولم يكن يصوم يوم الإغمام, ولا أَمَرَ به.
3- وكان مِنْ هَدْيِهِ (صلى الله عليه وسلم ) الخروج مِنْهُ بشهادةِ اثنينِ.
4- وكان إِذَا شَهِدَ شَاهِدانِ برؤيَتِه بعد خروج وَقْتِ العيد أَفْطَرَ وَأَمَرَهُم بالفطرِ, وصَلَّى العيد بعد الغَد في وَقْتِها.
5- وكان يُعَجِّل الفطر, ويحثُّ عليه, ويَتَسَحَّرُ ويحُثُّ عليه, ويؤخِّرُه ويُرَغِّبُ في تأخِيره.
6- وكان يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ, وكانَ فِطْرُه على رُطَبَاتٍ إِنْ وَجَدَها, فَإِنْ لَمْ يَجِدْها, فَعَلَى تَمَرَاتٍ, فَإِنْ لَمْ يجد فَعَلَى حَسَواتٍ مِنْ ماءٍ.
7- وكانَ يَقُولُ (صلى الله عليه وسلم ) إِذَا أَفْطَرَ: "ذَهَبَ الظَّمَأُ, وابْتَلَّتِ العُرُوقُ, وثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى"[2].
8- وكان مِنْ هَدْيه (صلى الله عليه وسلم ) في شهر رمضان الإكثارُ من أنواعِ العبادةِ, وكانَ جبريلُ يُدَارِسُه القرآن في رمضانَ.
9- وكان يُكْثرُ فيه مِنَ الصَّدَقَةِ والإحسانِ وتِلاوَةِ القرآنِ والصَّلاةِ والذِّكْرِ والاعْتِكَافِ.
10 – وكان يَخُصُّه مِنَ العباداتِ بما لا يَخُصُّ به غَيْرَه, حَتَّى إنه ليُواصل فيه أَحْيَانًا, وكان ينهي أصحابَه عن الوِصَال, وَأَذِنَ فيه إلى السَّحَرِ.
ب- هدي الرسول(صلى الله عليه وسلم ) في ما يحظر وما يباح في الصوم:
ج- هدي الرسول (صلى الله عليه وسلم ) في صوم التطوع:
1- كان هديه فيه أكملَ الهدي, وأعظمَ تحصيلٍ للمقصودِ وأسهلَه على النفوسِ، فكان يصومُ حتى يُقَالَ: لا يُفْطِرُ, وَيُفْطِرُ حَتَّى يُقَال: لا يَصُومُ. وما استكمل صيامَ شهرٍ غَيْرَ رمضانَ, وما كان يصومُ في شهرٍ أكثرَ مما كان يصومُ في شعبان, ولم يَكُنْ يخرُجُ عن شهرٍ حتى يَصُومَ منه.
2- وكان مِنْ هديه كَرَاهِيَةُ تخصيصِ يَوْمِ الجُمُعَةِ بالصَّومِ, وكان يَتَحرَّى صِيَامَ الاثنينِ والخميسِ.
3- وكان لا يُفْطِرُ أَيَّامَ البِيضِ في حَضَرٍ ولا سَفَرٍ، وكان يَحُضُّ على صيامِها.
4- وكان (صلى الله عليه وسلم ) يَصُومُ مِنْ غُرَّةِ كُلِّ شَهْرٍ ثلاثةَ أيامٍ.
5- وقال في ستة شوال: "صِيَامُهَا مَعَ رَمَضَانَ يَعْدِلُ صِيَامَ الدَّهْرِ"[3]. وكان يَتَحَرَّى صومَ يومِ عاشوراء على سائرِ الأيامِ, وأخبر أن صومه يكفر السنة الماضية[4].
6- وقال في يوم عرفة: "صَيَامُه يُكَفِّرُ السَّنَةَ الماضية والبَاقِيَةَ"[5]، وكان مِنْ هَدْيِهِ إفطارُ يومِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ.
7 – ولم يَكُنْ مِنْ هديه صيامُ الدهر, بل قال: "مَنْ صامَ الدَّهْرَ لا صَامَ وَلاَ أَفْطَرَ"[6].
8 – وكان أحيانًا ينوي صَوْمَ التَّطوعِ ثم يُفْطِر, وكانَ يدْخُلُ عَلَى أَهْلِهِ فيقول: "هَلْ عِنْدَكُمْ شَيءٌ؟" فإن قالوا: لا, قال: "إِنِّي إِذًا صائِمٌ"[7].
د- هدي الرسول(صلى الله عليه وسلم ) في الاعتكاف[9]:
1- كانَ يَعْتكِفُ العشر الأواخر من رمضان حَتَّى توفاه الله عزَّ وجلَّ, وتَرَكَهُ مَرَّةً فَقَضَاهُ في شوالَ.
2- واعْتَكَفَ مَرةً في العَشْرِ الأُول، ثم الأَوْسَطِ, ثم العَشْرِ الأواخِرِ يلتمسُ ليلة القدر, ثم تَبَيَّنَ له أَنَّهَا في العَشْرِ الأَوَاخِرِ, فَدَاومَ عَلَى الاعتكافِ حَتَّى لَحِقَ بَرَبِّه عَزَّ وجلَّ.
3- ولم يَفْعَلْهُ إِلاَّ مَعَ الصَّومِ.
4- وكان يَأْمُرُ بخباءٍ فيُضْرَبُ لَه في المسجدِ يَخْلُو فيه.
5- وكانَ (صلى الله عليه وسلم ) إِذَا أَرَادَ الاعتكافَ صَلَّى الفجرَ ثُمَّ دَخَلَهُ.
6- وكان إذا اعْتَكَفَ طُرِح له فِرَاشُه وَسَرِيرُه في مُعْتَكَفِهِ, وكانَ يَدْخُلُ قُبَّتَهُ وَحْدَهُ.
7- وكان لا يدخلُ بَيْتَه إِلاَّ لحاجةِ الإنسانِ.
8- وكان يُخرج رأسَه إلى بيتِ عائشةَ فَتُرَجِّلُه وهي حائضٌ.
9- وكان بعضُ أزواجِه تزورُه وهو مُعتكِفٌ, فإذا قَامتْ تَذْهَبُ قَامَ مَعَها يَقْلِبُها[10] وكانَ ذَلِكَ لَيْلاً.
10 – ولم يَكُنْ يُبَاشِرُ امرأةً مِنْ نِسَائِه وهو مُعْتكِفٌ لا بِقُبْلَةٍ ولا غَيْرِها.
11- وكان يَعْتكِفُ كُلَّ سنةٍ عشرةَ أيامٍ, فَلَمَّا كانَ العامُ الذي قُبِضَ فيه اعتكفَ عِشْرِينَ يَوْمًا.
**
هــدي الـرسـول (صلى الله عليه وسلم ) فــي الصـــوم